فصل: قال ابن زنجلة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال عبد الفتاح القاضي:

سورة المدثر صلى الله عليه وسلم:
{المدثر} {تستكثر}. {نقر}. {عسير}. {غير}. {ومن خلقت}. {سحر}. {يؤثر}. {سأصليه}. {والكافرون نذيرا}. {التذكرة}. {تذكرة}. {المغفرة}. كله واضح.
{والرجز} قرأ أبو جعفر ويعقوب وحفص بضم الراء وغيرهم بكسرها.
{تسعة عشر} قرأ أبو جعفر بإسكان عين {عشر} وغيره بفتحها.
{إذا أدبر} قرأ نافع وحفص وحمزة ويعقوب وخلف بإسكان الذال في {إذ} و{أدبر} بهمزة مفتوحة وإسكان الدال بعدها وورش على أصله من نقل حركة الهمزة إلى الذال وحذف الهمزة، والباقون بفتح ذال إذ وألف بعدها، ودبر بحذف الهمزة قبلها وفتح الدال.
{مستنفرة} فتح الفاء المدنيان والشامي وكسرها غيرهم.
{وما يذكرون} قرأ نافع بتاء الخطاب وغيره بياء الغيبة.
{المغفرة} آخر السورة وآخر الربع.
الممال:
{أدنى} و{أتانا} و{يؤتى} بالإمالة للأصحاب والتقليل لورش بخلف عنه.
{مرضى} {لإحدى} لدى الوقف عليه.
و{التقوى} بالإمالة للأصحاب والتقليل للبصري وورش بخلف عنه.
{ذكرى} بالإمالة للبصري والأصحاب والتقليل لورش.
{الكافرين} بالإمالة لرويس والبصري والدوري والتقليل لورش.
{النار} لهؤلاء ما عدا رويسا.
{أدراك} بالإمالة لشعبة والبصري والأخوين وخلف وابن ذكوان بخلف عنه.
والوجه الثاني له الفتح وبالتقليل لورش شاء معا لابن ذكوان وخلف وحمزة.
المدغم الكبير:
{عند الله هو}، {سقر لا تبقي}، {تذر لواحة}، {إلا هو وما}، {للبشر لمن}، {سلككم}، {نكذب بيوم}، {أن يشاء الله هو}. اهـ.

.فصل في حجة القراءات في السورة الكريمة:

.قال ابن خالويه:

ومن سُورة المدثر صلى الله عليه وسلم:
قوله تعالى: {والرجز فاهجر} يقرأ بكسر الراء وضمها فمن كسر أراد الشرك ومن ضم أراد اسم الصنمين إساف ونائلة وقيل {الرجز} بالكسر العذاب لأنه عن الشرك يكون وقيل أصل الزاي في {الرجز} السين كما تقول العرب الأزد والأسد فأما الرجس فما يعاف من المطعم والمشرب والمعبودات من دون الله عز وجل.
قوله تعالى: {والليل إذ أدبر} يقرأ بإسكان الذال وقطع الألف بعدها وبفتح الذال والوقوف على الألف بعدها وحذف الهمزة من {أدبر} فالحجة لمن قرأه بقطع الألف أنه زأوج بذلك بين لفظ {أدبر} و{أسفر} والحجة لمن حذف الهمزة أنه أراد به معنى ولى وذهب والعرب تقول أدبر عني أي ولى ودبر جاء خلفي وقيل هما لغتان بمعنى واحد أدبر ودبر وأقبل وقبل.
قوله تعالى: {كأنهم حمر مستنفرة} يقرأ بكسر الفاء وفتحها فالحجة لمن كسر أنه جعل الفعل لها وأنشد:
اربط حمارك إنه مستنفر ** في إثر أحمرة عمدن لغرب

فلا يجوز فتح الفاء ها هنا لأن الفعل له ولم يفعل ذلك أحد به والحجة لمن فتح أنه جعلهن مفعولا بهن لم يسم فاعلهن.
وسمع أعرابي قارئا يقرأ {كأنهم حمر مستنفرة} بفتح الفاء فقال طلبها قسورة فلما سمع {فرت من قسورة} قال مستنفرة إذا فالقسورة الرماة والقسورة الأسد فأما قول امرئ القيس:
وعمرو بن درماء الهمام إذ مشى ** بذي شطب عضب كمشية قسورا

فإنه أراد قسورة ثم رخم الهاء وأتى بألف القافية.
قوله تعالى: {كلا بل لا يخافون} يقرأ بالياء والتاء فالحجة لمن قرأه بالياء أنه رده على قوله: {بل يريد كل امرئ منهم} والحجة لمن قرأه بالتاء أنه جعلهم مخاطبين فدل عليهم بالتاء.
قوله تعالى: {وما يذكرون} يقرأ بالياء إجماعا إلا ما تفرد به نافع من التاء على معنى الخطاب فأما تخفيفه فإجماع. اهـ.

.قال ابن زنجلة:

74- سورة المدثر:
{والرجز فاهجر} 5
قرأ حفص {والرجز فاهجر} بضم الراء يعني الصنم كذا قال الحسن البصري.
وقرأ الباقون {والرجز} بالكسر يعي العذاب وحجتهم قوله: {لئن كشفت عنا الرجز} يعني العذاب.
ومعنى الكلام اهجر ما يؤديك إلى عذاب قال الزجاج هما لغتان ومعناهما واحد.
{والليل إذ أدبر والصبح إذ أسفر} 33، 32
قرأ نافع وحمزة وحفص {والليل إذ} بغير ألف {أدبر} بالألف وحجتهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم «إذا أقبل الليل من ها هنا وادبر النهار من ها هنا فقد أفطر الصائم».
وقرأ الباقون {إذا} بالألف دبر بغير ألف وهما لغتان يقال دبر الليل وأدبر وكذلك قبل الليل وأقبل وقال يونس {دبر} انقضى و{أدبر} ولى قال أبو عبيد الاختيار {إذا} بالألف {دبر} بغير ألف لموافقة الحرف الذي يليه ألا ترى قال: {والصبح إذا أسفر} فكيف يكون في أحدهما {إذا} وفي الآخر {إذ} قال فلهذا اخترنا أن نجعلهما جميعا إذ على لفظ واحد.
{كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة} 50و51
قرأ نافع وابن عامر {كأنهم حمر مستنفرة} بفتح الفاء مفعولة أي مذعورة قال أهل المعاني الفتح هو المختار بمعنى فعل ذلك بها لأن أكثر ما تكلمت به العرب إذا جعلوا الفعل للحمر أن يقولوا نفرت ولا يكادون يقولون استنفرت إذا كانت هي الفاعلة ويقولون استنفرت إذا فعل ذلك بها فهي مستنفرة فكأن القسورة استنفرتها أو الرامي.
وقرأ الباقون {مستنفرة} بالكسر جعلوها فاعلة وحجتهم أن العرب تقول نفرت الحمر واستنفرت جميعا بمعنى واحد، قال الشاعر:
أمسك حمارك إنه مستنفر ** في إثر أحمرة عمدن لغرب

والكسر أولى ألا ترى أنه قال فرت من قسورة فهذا يدل على أنها هي استنفرت.
{وما يذكرون إلا أن يشاء الله 56}
قرأ نافع {وما تذكرون} بالتاء على الخطاب وقرأ الباقون بالياء ردا على ما قبله. اهـ.

.فصل في فوائد لغوية وإعرابية وبلاغية في جميع آيات السورة:

.قال في الجدول في إعراب القرآن الكريم:

سورة المدثر:
بِسْمِ اللّهِ الرّحْمنِ الرّحِيمِ

.[المدثر: الآيات 1- 7]

{يا أيُّها الْمُدّثِّرُ (1) قُمْ فأنْذِرْ (2) وربّك فكبِّرْ (3) وثِيابك فطهِّرْ (4) والرُّجْز فاهْجُرْ (5) ولا تمْنُنْ تسْتكْثِرُ (6) ولِربِّك فاصْبِرْ (7)}

.الإعراب:

{يأيّها المدّثّر} مثل يأيّها المزمّل، (الفاء) عاطفة..
جملة: (النداء..). لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: {قم..}. لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {أنذر..}. لا محلّ لها معطوفة على جملة {قم}.
(الوأو) عاطفة في المواضع الخمسة، وكذلك (الفاء)، {ربّك} مفعول به عامله كبّر و{ثيابك...الرجز} مفعولان لـ {طهّر...اهجر}، {لا} ناهية جازمة {لربّك} متعلّق بـ (اصبر)، وجملة: {كبّر..}. لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة معطوفة على جملة جواب النداء {قم..} أي: قم فكبّر ربّك.
وجملة: {طهّر..}. لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة أخرى أي قم.
وجملة: {اهجر..}. لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة أخرى أي قم.
وجملة: {لا تمنن..}. لا محلّ لها معطوفة على إحدى الجمل الطلبيّة.
وجملة: {تستكثر..}. في محلّ نصب حال من فاعل {تمنن}.
وجملة: {اصبر..}. لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة أخرى أي قم.

.الصرف:

(1) {المدّثّر}: اسم فاعل من الخماسيّ تدثّر أي لبس الدثار وهو الثوب.. أي المتلفّف بثيابه، فيه إبدال تاء التفعل دالا للمجانسة، وزنه متفعّل.
(5) {الرجز}: بضمّ الراء وهو مثل الرجز بكسرها.. انظر الآية (59) من سورة البقرة.

.البلاغة:

الكناية: في قوله تعالى: {وثِيابك فطهِّرْ}.
قيل: كناية عن أمر بتطهير النفس مما يستقذر من الأفعال ويستهجن من الأحوال. يقال فلان طاهر الذيل والأردان، إذا وصفوه بالنقاء من المعايب ومدانس الأخلاق.
المجاز المرسل: في قوله تعالى: {والرُّجْز فاهْجُرْ}.
فالمعنى الحقيقي للرجز العذاب الشديد، والمراد هنا عبادة الأصنام، فعبّر بالرجز- وهو العذاب الشديد- لأنه مسبب عن عبادة الأصنام، فعلاقة هذا المجاز المسببية.

.[المدثر: الآيات 8- 10]

{فإِذا نُقِر فِي النّاقُورِ (8) فذلِك يوْمئِذٍ يوْمٌ عسِيرٌ (9) على الْكافِرِين غيْرُ يسِيرٍ (10)}.

.الإعراب:

(الفاء) استئنافيّة {في الناقور} نائب الفاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط {يومئذ} ظرف منصوب- أو مبنيّ على الفتح لأنّه أضيف إلى غير متمكّن في محلّ نصب- بدل من إذا، وإذ اسم ظرفيّ مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه، والتنوين هو تنوين عوض {يوم} خبر المبتدأ {ذلك}، مرفوع {على الكافرين} متعلّق بـ {عسير} {غير} نعت ثان.
جملة: {نقر في الناقور..}. في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {ذلك... يوم عسير} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

.الصرف:

{الناقور}، اسم بمعنى الصور- وهو القرن، وزنه فاعول من النقر وهو القرع.
{عسير}، صفة مشبّهة من الثلاثيّ عسر باب فرح وباب كرم، وزنه فعيل.

.[المدثر: الآيات 11- 15]

{ذرْنِي ومنْ خلقْتُ وحِيدا (11) وجعلْتُ لهُ مالا ممْدُودا (12) وبنِين شُهودا (13) ومهّدْتُ لهُ تمْهِيدا (14) ثُمّ يطْمعُ أنْ أزِيد (15)}.

.الإعراب:

(الوأو) عاطفة {من} اسم موصول في محلّ نصب معطوف على محلّ الياء في {ذرني}، {وحيدا} حال من العائد المحذوف أي من خلقته منفردا {له} متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعلت و{له} الثاني متعلّق بـ {مهّدت}، {تمهيدا} مفعول مطلق منصوب {أن} حرف مصدريّ ونصب.
والمصدر المؤوّل: {أن أزيد..}. في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق بـ {يطمع} أي في أن أزيده أو بأن أزيده.
جملة: {ذرني..}. لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {خلقت..}. لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: {جعلت..}. لا محلّ لها معطوفة على جملة {خلقت}.
وجملة: {مهّدت..}. لا محلّ لها معطوفة على جملة {خلقت}.
وجملة: {يطمع..}. لا محلّ لها معطوفة على جملة {مهّدت}.
وجملة: {أزيد..}. لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).